0
سحر العبسي  رغم صغر سنها الا انها وجدت لها مكانا بين فطاحلة الادب الحديث  موهبتها ونثرها العذب يدخل القلب ويترسخ بالعقل كلمات رقيقة تتلمس المشاعر لتصوغ الواقع وماتختلج النفس بأجمل الصور  ماسوف تقرؤنه نبذه من كتاباتها التي يجب ان تكتب بماء الذهب

عيد ميلادي

في عيد ميلادي وعدتني أن تأتي لنحتفل معا
أخبرتني إنك قد جهزت نفسك، وأرتديت ملابسك الأنيقة..
ولمّعت حذائك الأسود ذو الحزام الفضي..
ورغم طول المسافة بيننا إلا إنك هاتفتني محذراً من نسيان الموعد..
تخيلتك حاملا لي زهرة بنفسجية، وقبلة مجنونة ..
وقبل أن تصل أنت
كنت أنا في انتظارك وعيناي تدور حول المكان
تتطلع للمارة،
للأطفال الحفاة الذين يلعبون كرة القدم ويضحكون عليَّ..
لشرطي المرور الذي يرمقني بين الحين والآخر..

أنتظرتك وعقارب ساعتي يركضن سريعا..!!
النساء اللآتي أقتربن مني ظناَ أني أحتاج للمساعدة !
أو أنني أضعت عنوانا ما ..!!

الساعة نفسها في معصمي تذمرت
لكثرة ما تطلعت إليها
مشيت قليلا في ذلك الشارع الطويل وعدت ثانية إلى مكاني
لكن لم أكن وحدي !!

الأطفال أوقفوا كرتهم المجنونة
وفضّلوا مراقبتي..
والنساء لم يتحركن من مكانهن..
شرطي المرور  أوقف حركة السير فجأة !!
حتى النسيم تجمد أمام الغيمات العابرة إلى مثواها الأخير
الحمام العاطل عن العمل
في أسطح أحدى المنازل
كان يطالعني بحزن عميق.. وشفقة

كل شيء في عالمي
       قد توقف
كرجل فقد هيبته أمام زوجته!!

تماما كـ عيناي اللتين أصبحتا
مثل كرة الثلج ..

مر شاب بقربي وهمس:
صدقيني لن يأتي
فكل الرجال يعشقون الُصدف..


سحر العبسي

إرسال تعليق

 
Top